الأربعاء، 2 يناير 2013

حين يموت العطر ..في اخر خطوة من انفاس غريب ...اراد جاهدا ان يتذكر رائحة تنور الخبز في بيته القديم ... ولكن التنور تعثر وتناثر رماد الحطب في عيون الذاكرة....فراح يشرب رائحة العاكول ..
وسط بحر الحياة وفي مثلث المدينة الذي يلفها بعباءة الفقر التي تناقلتها الغربان ...وسط الجوع الذي ضاجعهافي ساحة التحرير... صرخ من خلال نظراتهالخرساء. .. تنقل كالفراشة التي احترقت اجنحتها يبحث عن فم جرح ضاعت منه صرخته..

حاول ان يفتح ضفة اخرى قريبة من شاطيء قلبه ...حاول ان يغير معالم غربته بحزن يسكر وحلم يحتضر ... منذ اربعين عاما وهو يحمل جرحا جعل صوته كانه ريح يهز شجرة صفصاف ...
حاول ان يفتح ضفة اخرى قريبة من شاطيء قلبه ...حاول ان يغير معالم غربته بحزن يسكر وحلم يحتضر ... منذ اربعين عاما وهو يحمل جرحا جعل صوته كانه ريح يهز شجرة صفصاف ..
في لحظة منتهية اخرجت من بين اصابع قفصه الصدري قلبه المتعب ....حاول حينها ان يفلت من ذاكرته ويصعد الى الاسفل ....لكن خياله امسك بقلمه وراح يركل به كلمات ... يضطهدها ... وفي نهاية اللحظة حفر حفرة في ذاكرته ودفنها حتى تعود في
يوم ما مومياء تغرد لموتى قريته الحزينه .....
اشتبكت في جسده سيوف الغربه ..وهو يرسم على رمال البحر غريبا على الخليج .... يستمع الى حكاية طائر النورس الذي فقد ذاكرته .....عندها اصبحت امنياته نشيجا في روحه..
في طقس الاحزان انتحر القربان فارادوا نذورا تشتم رائحة الجرح ..
بعد ان انتاب النوارس طلق بلا ولاده ... قررت الرحيل وترك عيون النبع اليابسه ..فاتخذت شكل مانيكان وراحت تشقق وجه الضياع بمشرط الفراغ المسرطن ....حاول كثيرا ان يكشف عن عورة الحقيقه ويعلق في اذنيها اقراط من الرمز والدلاله .. لكنها نزعت اذنيها ورمت بها على اول ورقة على قارعة الكتابه ....
حين دخل خيمة ذكرياته ... مسك بعمود الاحداث ....راى نفسه يعزف على كيتار احزانه ... شاهد وجهه ممزقا في قيود الفضيليه ... كان ينزف نفسه ... لملم جروحه ووضعها على موقد وسط الخيمه ... وراح يشعلها بوعيه وتركيزه .... عشرون جرحا سجدوا لعذاباته ..
.
فتح باب الخيمه وتوغل في قميص الماضي ... كان يحلم ... بالوطن .. وحين استفاق وجده الوطن وقد قيد معه في الفضيليه .. بعد ان اعدم اخوته ... وابناء وطن مقيد .... حمل صبر ايوب حطبا على اكتافه .. وحين خرج .. استدار الوطن ودفعه صوب الشمس ليعود بعد سنين ابن الشمس ينشد الحنين .. ورطب البصره المملوء بالحلاوه والحب .... احتضن اصدقاءه .. واخذ بيد الوطن وقبلها ....
حين يحمل الطين رائحة الحلم ...وتمشي خطوات العقل الباطن على صور من نشيج الطفوله .. وبراءة متهم راح بين الحلم والهامش يبحث عن قيصر الذي امروا بقتله....