الجمعة، 21 يونيو 2013

بكت خطواته وهي تقبل شفاه الطريق ..وطوت المسافات نفسها خجلا من دموع غريب صار حقيبة سفر تمزقت من كثرة الترحال.....حقيبة تتوق الى حضن وطن نسيت ملامحه حين فقدت يدها جراء كثرة الهروب بين ازقة مدن لاتحمل عطر مدينته...حاول ان يفتح طريقا كمم فاه فصار يصرخ صمتا وجراح ...
وقف وهو يحمل ازرار قميص ذنوبه التي تقطعت ...وقف على فم حفرة تهيئت كل الديدان كي تاكله وجبة جديده طازجه ...راقب الحفرة الحضن ..امسك بحفنة تراب في كفه التي صار يرتعش خوفا وندما ..وهو يحاول ان يقوم بطقوس الاختفاء امسكوا به واردوا في معدة الحفره واهالوا عليه تراب الخاتمه .. و....
من ثوب الغربة الممزق بشظايا الانتظار .....ومن على سطح العقل الذي اكله روتين مجتمع داس على رغيف تقاليدنا ...جاء صوتها ضفيرة فتاة بصريه تحنت بحناء الحنين .. وتيممت بتراب رسمته بخيالها كي تشم عطره كل صباح وهي تصعد في الحلم شناشيل بصرية تفوح منها رائحة الاهل .....ومطر السياب الذي صار يحتاج الى ماطور سحب كي ينث قليلا من وجوه شاحبه اتعبها تجوالها بين ممرات البعد ... فراحت ترسم طريقا وخطوه كي توصلها الى مدينة انتزعتها ارصفة انتحرت وهي تقبل اثار العوده......
مجنون يلبس وجه حكيم .. ويرسم العقاقير نوتات واوتار ونغم ....مجنون شمر عن ذراع قصيدته كي يصارع وهما جثم على انفاس الحلم ... تمرد على قائد المشاعر ورمى بخوذة قلبه وفر هاربا من معركة ان قتل فيها او قتل هو الخاسر ....توجه نحو البحر وخلع ثياب روحه كي ينتحر .. لكنه .... في اول قطرة من مطر الحنين عاد غريقا بالحب ... انهمرت من عيونه صور حبيبته غاليه .. وهي تلبس شرايينه قلاده وتعتكز على قلبه صولجانا لمملكة حياته ... كتب عليه الهزيمه ... كتب عليه ال.....
من المكتوب عليها ... من جسد الخيانة المحنط على جدار الروح التي صار له شرخ كفم يردد جلطة يهتز لها اركان الجسد ارتعاشا .. غثيانا ...حين عاد مجنون الى وعي جنونه ...نزع ثوب روحه المتهريء . ...ورسم المكان .. ذلك الذي جمع من حسبهما او كان ان يحسب ...احبه ...التفتت عيناه وتركت وجهه كي لا ترى تفاصيل التمزق ...وراح فؤاده يصرخ تمردا .. من هول الفاجعه ....من المكتوب عليها ... بدا اعتناق حزنه ...وراح يصلي جراحاته ....
احتاجكم الان ..لعباءة لفتني بالحنان ... وعطرا تنفس بي تفاصيل المكان ...اليك يامن كنت تنورا ينتج الامان ... ينتج طيبة ..احتاج الى لمسة امي .. وخبز امي ..وعيونها التي كانت وانا في حضنها صغيرا اغتسل بدموعها لابدوا اجمل في عينيها ...امي صبر الكون هي .. وبانوراما للوعي وادراك المشاعر الصادقه ...امي عنوان محبه .. وغلاف كتاب مقدس ... وابي بريد يفوح منه عطر السعاده ...به اكون ... وبه اشرب تاريخي علامة تتشكل كحمامة بيضاء تحمل غصن زيتون ومحبه... احتاجكم الان .. يامن رحلتي .. ويامن انت تشارف على ال.... احتاجكم ....
لملم جراحاته...وخبز تيبس في اوردة العمر ..لملم لحظات خرساء اصابها بخور الحزن بالشلل ..لفها في عباءة تناقلتها الغربان...ادار بعيونه كاصابع ساعة بترت اطرافها فانتحرت قهرا وحنين ....تعب هو .. يجتر ذكرياته كجمل سقط وسط صحراء احتضنتها رمال التنكر واقنعة القسوه ... يحتاج الى ابناءه .. بناته ... حيث هو ..ملتحف بكفن غربة بكت وهي تتنفس الامه ....