الجمعة، 31 مايو 2013

جلس مجنونان ...في قفص القلب احدهم ... والاخر مكبل بالوهم ...نادوا على نبض القلب ... فحضر شاهد اثبات .. وشهود المتهم يدان ترتعشان ....وفؤاد معصوب العيون ...دخلوا غرفة التحقيق ..وفجاة دخلت غاليه ....وصرخت .... محكمه ....صرخ مجنون القلب ...وبحت اوتار الوهم ....قالت غاليه ... ظماا ولكني لم اشرب من يد الوهم ...وكانت شمس الغربة تحرقني ولكني لم ادخل خيمة القلب ...لاداعي لخيوط عنكبوتيه تلفوني بها ... انا امراة عطشى لهزائمكم ...اتمرد.... ارقص في خيالكم ... حينها توقف النبض عن التفكير ...ورفع الفؤاد الغطاء عن عيونه ...وقررت المحكمه تسجيل الحب ضد مجهول .....
غاليه ومجنون ...حين شرب جنونه ...صار قلبه حمامة بيضاء تنزف تاريخه... ابتعد كثيرا عن خطوط القلب ليتحول الى سكته ...حين شرب جنونه .. صار قلبه حمامة كسر منقارها فاصبحت تجمع الحب بعيونها لتشبع ....قوس قزح صار يمرغ انفه بحافة ارصفة التجارب وشوارع الازمات المكتضه بالحزن ....مجنون ثمل باوهامه .....يحاكي صوتا يزوره كل يوم كي يجمع التواقيع على حساباته .....
انا بسمة قتلت وسط اصوات البكاء ....ونزيف قصيدة حبلى بالالم ......انا عنق زجاجة كسرت كي يستباح عطرها ......انا المخاض المستحيل في بطن عاقر .....وسادتي تثير الاسئله حتى الصراخ ... انا عويل ذئب مات وليده ....وفراشة ماتت على شفاه زهرة ...
فتح نافذة الوعي ...فتجمعت عصافير هزائمه ...تثلم بفمها انفاس الوهم ....وتسربت غاليه من بين الجفون ....كل الدموع تعرقت خجلا .....واحترقت كل الصور ....
اننا فصيلة دم لا تنسجم....وخطامستقيم لن يلتقيا ابدا ....تتمزق الكلمات حين نحاول تنفسها ....اسئلتي حوافر خيل على قلبك تثير الفزع ... واجوبتي ناقوس كبير يصم الاذان ....هل .....
طفل هو يحمل اعوامه الخمسين على كاروكه .. ويحلم بعوده غمازتيه حين تداعب غاليه خده المليء بتجاعيد الحزن ... طفل هو .. مجنون بحبيبته التي تشكلت فيها صورة امه ... يراقص دائما غزيل يزوره كل ليله ليفتح باب نافذه غرفته المليئه برائحة الحزن ... يبكي بصمت .. حتى لا يوقظ غاليه من نومتها وهي جالسة قرب سريره تحكي له قصص الف ليلة وليله عن فتى جنوبي الملامح .. جنوبي الهوى ... ضحى بطفولته من اجل امه .. والان يضحي بخريف العمر من اجل غاليه ... مجنون هو ...
فتح ازرار الروح ... ولما فاحت رائحة غاليه تكسر مئات القبل ... في ليله يشرب حلمه قبل ان ينام .... غاليه مفتاح القلب وبسملته .... تتدحرج دموعه على خدود فؤاده فيغتسل شعوره من بكاء الحنين ....
حين تلطخت غاليه بالالم .....راحت تغتسل باحلامها ...كي تعيد الوعي الى ذاكرة فرح توقف نبضه وهو يحاول تشكيل بسمه على شفاه ملامحها البريئه ....اعتصرت كل الحزن في فنجان قلبها ...وهي تردد انين خافتا مخنوق بالعبرات ...توقف الليل عن مسيرته نحو الضوء وراح يبكي انكساراتها ... غاليه واضحة هي ... شفافة ونقيه ...لذا كل الوجوه تحاول ان تمشط تجاعيدها في مراتها .. وكل الاصابع تعبر نحو عينيها تحاول ان تمحو صورة كانت عليها .... احبها مجنون ... بصمت احبها ... صمت جعل كل الكلمات تصرخ عطشا .. وتلوذ بالتمرد كي تعلن عن دواخلها بيافطات بيضاء كنقاء غاليه ... جلس تحت سرير غاليه .. وهي تعاني الالم ... وراح يتلو دعاءا اكتشفه لنفسه كي يعيد الله له غاليه ... بصحتها ... بنقاءها .... ويبعد عنها كل سوء......