هي الكبرى في الحزن ....هي الكبرى في عناق
المستحيل ...حين مات والدها كانت توقد شمعة شبابها ...التي انطفاءت
بفقدانه ....كانت الكبرى حين عادت من جنازة ابيها وفتحت باب الشقاء لترى
اخوة اربعه اخوة وثلاثة اخوات .... برد اليتم كان قد رسم ملامحه
على وجوه بيت كان الحب والحنان يغتسل فيه ليتطهر ...انحنت ولمتهم في
عباءة امراة جنوبيه .. تفوح عبير كفاح .. وانفاس فضيله ....كبرت وكبر
معها حملها الذي تركه والدها لها والذي كسر ظهرها ...تزوجت في نهاية الامر
باحد اقاربها ...لم يدم طويلا حتى اكلته حرب ايران وصار اسيرا ...
وصارت رهينه ....رهينة الحزن والجراح ... كانت اذا تبكي كل طيور الحب
والحمام يتساقط مغشيا عليه من الالم ... كانت اذا جلست للصلاة وفتحت
شيلتها الجنوبية السوداء .. كل الملائكه تنصت خاشعه لصوت دعاءها وحزنها
....تفتح باب الفجر بيدها كل يوم لتدخل شمس الصباح على مدينتها الجنوبيه
....تبحث كانت ... عن نفسها حيث يجلس .. حيث تشرب شاي الصباح ... حيث
تنام على نفسه من التعب ....وهي تحاور تنور الخبز الذي ينتج طيبتها
وانفاسها في رغيف حنان....في محطة المدينه .. وحيث القطارات .. تنظر
دائما وتنتظر عودة ابيها ... وزوجها ... .... حزن جنوبي ... هي ...
ملامحها ... صلابتها ... تعب السنين الذي رسم قلادة تاريخ كل النساء في
جيدها تقديرا واجلالا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق